(الحلقة الثالثة) باب التوبة

عن أبي موسي عبد الله بن قيس الأشعري ( رضي الله عنه ) عن النبي (صلي الله عليه و سلم) قال : (ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتي تطلع الشمس من مغربها ) صدق رسول الله صلي الله عليه و سلم
فهذا الحديث أبلغ ما يقال في التوبة . و التوبة هنا ليست ليلا و نهارا لماذا كل هذا لأن الله يريدك ان تتوب من منا معصوم من الذنوب الا المعصوم صلي الله عليه و سلم
فكبيرنا مذنب و صغيرنا مذنب وعالمنا مذنب وجاهلنا مذنب كلنا مذنبون لكن باختلاف الذنوب
لأن الذنوب انواع منها الكبير و الصغير ( الكبائر و الصغائر ) وكما قال أحد الأئمة ( لا كبيرة مع استغفار و لا صغيرة مع اصرار) أي أن الكبيرة تغفر باذن الله بالأستغفار أما الصغيرة اذا أصر الفرد على فعلها أصبحت كبيرة
ويجب أن نعلم أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعا الا أن يشرك به كما قال تعالى في محكم آياته بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( ان الله يغفر الذنوب جميعا الا أن يشرك به ) صدق الله العظيم
و أعلم أخي المسلم أن الله يسهل لك كل شئ لكي لا يكون لديك حجة فقد فتح لك باب توبته بالليل و النهار أي في أي وقت و ذلك لحكمة ربنا أن قد يسر لك التوبة فاذا رفضتها تنل عقابك و اذا تبت واستقمت تنل المغفرة ثم الثواب الأعظم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ) صدق رسول الله صلي الله عليه و سلم
يا الله ما اروع هذا الحديث ما لنا بعد ذلك لا نتوب . يا كل مذنب قد ضاقت عليه الارض من ذنوبه اليك فرصا أن ضيعتها ندمت و ان غنمتها سعدت ألا وهي التوبة يا عبد الله يامن ثقلت ذنوبك وهمومك أستغفر الله تجد الله توابا رحيما . يامن فعلت كذا وكذا و ستر الله عليك تب قبل ان تفضح يوم القيامة . يوم يفر المرء من اخيه و أمه و أبيه وصاحبته و بنيه لكل أمرء منهم يومئذ شأن يغنيه . يا عبد الله تب قبل أن يأتيك هادم اللذات و مفرق الجماعات .اقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته